“فقال الدوق: لا بد من تناسي أحقادنا، ثم الاهتمام باتحادنا لمقاومة الخطر المحدق بناء مصدره امرأة. فقال الرجلان معاً: كاترين؟ نعم كاترين التي تناولت تقاليد السلطة من غير حق، وعبثت بحقوقنا وبالقوانين الفرنساوية، وشريعة الافرنج تمنع النساء من التملك، بل تمنعهن من الوصاية. ولئن لم تتخذ كاترين لقب “الوصية” لاعتراض مجلس الحكام، فقد قبضت على السلطة، وإرادتها أصبحت مطلقة. وأشركت فيها ملك النافار، وهو غبي مغفل، وأمين الأختام، وهو شيخ تولاه الخرف، والأميرال كولينين، وهو بردتستانتي المذهب، فذلك لا يمكن دوامه.

قال الأميرال سن اندره نعم ذلك لا يمكن وداعه. وقال الدوق، ولم تكتف كاترين بذلك بل أعلنته أنها عازمة على مقاومة هدم الملك المتوفي وهنري الثاني. وأسماء هؤلاء الخدم. مونمو رانسي، وسن اندره، ولورين قال الماريشال، إن هذه الإيطالية تستوجب أن يعلق حجر في عنقها وتطرح في السين… وقال الدوق، هنا ثلاثة أختام لمونمراني، وسن اندره، ودي جيز، قد اصطفها أخي الكاردينال. ولكن ما لنا ولها فنحن أشراف، والقسم يكفي بيننا. ثم جرد سيفه ووضعه على المكتب وقال: إنا نقسم بأسيافنا على أن نتحد ضد الملكة كاترين ونتعاون عليها تعاون صدق وأمانة من كل عمل نباشره. فجرد سن اندره ومونمو رانسي سيفهما وقالا: إنا نقسم على ذلك”. تصطخب الحوادث في قصة ميشيل زيفاكو شهداء التعصب وتتراءى المشاهد التي تتناوب عليها شخصيات لعبت في يوم من الأيام، وفي تاريخ فرنسا دوراً هاماً. حفلت القصة بوقائع حقيقية مصاغة بأسلوب قصصي مشوق، ومموهة بشيء من الخيال مما أضفي على القصة مسحة خيالية تأخذ بلب القارئ ليمضي بمتابعتها بشغف ودون توقف.